4 اضطرابات تعلم تواجه الطلاب في مدرسه اهليه ثانويه

تعتبر اضطرابات التعلم اضطرابات من أبرز تحديات التعلم التي تواجه الطلاب في مدرسه اهليه ثانويه، وهي بمثابة اضطرابات طويلة الأمد يُمكن أن تؤثر على الطلاب في مراحل حياتهم المختلفة وليس فقط مرحلة التحاقهم بـ مدرسه اهليه ثانويه. 

يمكن لـ اضطرابات التعلم  أن تسبب تأثيرًا سلبيًا على التحصيل الأكاديمي والنجاح الدراسي والتواصل الاجتماعي والثقة بالنفس للطلاب المصابين بها.

في هذا المقال، سنتحدث بشيء من التفصيل عن اضطرابات التعلم التي يعاني منها الطلاب في مدرسه اهليه ثانويه وأبرز الأعراض المتعلقة بها، وكيف يمكن التغلب على هذه المشكلة، تابع معنا لتعرف كل ذلك!

ما المقصود بـ اضطرابات التعلم؟

اضطرابات التعلّم تعني الصعوبات التي يواجهها الطلاب في عملية التعلم، دون وجود لأي إعاقات ذهنيّة، ويعود السبب فيها لوجود مشاكل عاطفيّة أو حِسيّة، أو لنقص في توفّر الفرص التعليميّة.

تنتج اضطرابات التعلم عن طبيعة الفرد وليست نتيجة للذكاء المحدود أو الكسل أو النمو الخاطئ. على العكس من ذلك، يمكن أن يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التعلم مواهب وقدرات فريدة في مجالات أخرى غير التعلم التقليدي.

الجدير بالذكر أن اضطرابات التعلم تختلف من شخص لآخر وتشمل مجموعة واسعة من الصعوبات. قد يشمل ذلك صعوبات في القراءة، والكتابة، والحساب، والفهم اللغوي، والتركيز، والتنظيم، والتنسيق الحركي، والتعامل مع المعلومات الحسية مثل الصوت والضوء.

لكن، من المهم فهم أن اضطرابات التعلم ليست عيبًا أو عقوبة، بل هي حقيقة يجب التعامل معها بالتفهم والدعم الملائم. يتطلب التعامل مع اضطرابات التعلم التعاون بين الأسرة والمدرسة والمتخصصين في التعلم الخاص لتقديم الدعم والاستراتيجيات اللازمة لمساعدة الطلاب في تجاوز صعوباتهم وتحقيق نجاحهم الأكاديمي والشخصي.

ما الفرق بين صعوبات التعلم واضطرابات التعلم؟ 

هناك فرق بين صعوبات التعلم واضطرابات التعلم، ويتعلق الفرق بالشدة والانتشار والتأثير على الأداء التعليمي. يتمثل الفرق بين كل منهما فيما يلي:

1. صعوبات التعلم (Learning Difficulties):

   – تشير إلى صعوبات في التعلم واكتساب المهارات الأكاديمية بشكل عام.

   – يمكن أن تكون الصعوبات في مجالات مثل القراءة والكتابة والحساب والتركيز وغيرها.

   – قد تكون مؤقتة وتتلاشى بمرور الوقت أو بتوفير الدعم والتدريب الملائم.

   – قد تكون الصعوبات نتيجة لعوامل مؤقتة مثل تغيير المدرسة أو الظروف الشخصية.

2. اضطرابات التعلم (Learning Disorders):

   – هي صعوبات تعليمية طويلة الأمد ومستمرة تؤثر على القدرة الأكاديمية والتعليمية للفرد.

   – تعتبر نتيجة لاختلال في معالجة المعلومات بواسطة الدماغ.

   – تؤثر على مجموعة واسعة من المهارات الأكاديمية والتعليمية مثل القراءة (اضطراب القراءة) أو الكتابة (اضطراب الكتابة) أو الحساب (اضطراب الحساب) أو غير ذلك من المهارات.

   – تتطلب  اضطرابات التعلم تقديم دعم وتدريب متخصص للتعامل معها وتجاوز التحديات التعليمية. 

– تتميز اضطرابات التعلم بمجموعة من الأعراض المحددة، مثل:

عسر القراءة (Dyslexia): يتمثل في صعوبة في القراءة والفهم.

عسر الكتابة (Dysgraphia): يتمثل في صعوبة في كتابة الحروف والكلمات.

عسر الحساب (Dyscalculia): يتمثل في صعوبة في فهم واستخدام الأرقام.

هذه الاضطرابات تستمر عادةً طوال حياة الشخص، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على أدائه التعليمي والأكاديمي. أما صعوبات التعلم الأخرى، مثل صعوبة التعلم الأكاديمية، والتي تتمثل في صعوبة في القراءة والكتابة والحساب، فقد تكون مؤقتة أو طفيفة، وقد لا تتطلب تدخلًا خاصًا.

بصفة عامة، يمكن القول أن اضطرابات التعلم هي نوع من صعوبات التعلم التي تتميز بوجود خلل في الوظيفة الدماغية، مما يؤدي إلى صعوبة مستمرة وذات تأثير أكبر على الأداء التعليمي والأكاديمي للطلاب في مدرسه اهليه ثانويه.

ما هي علامات اضطرابات التعلم؟

علامات اضطرابات التعلم لدى الطلاب في مدرسه اهليه ثانويه قد تختلف من شخص لآخر، ولكنها تشمل في العموم العلامات الآتية:

  1. صعوبة في الحساب: قد يعاني الطلاب المصابون باضطراب التعلم من صعوبة إجراء العمليات الحسابية البسيطة أو المعقدة. قد تظهر هذه الصعوبات في شكل أخطاء في الحساب، مثل الخطأ في الجمع أو الطرح أو الضرب.
  2. صعوبة في الفهم والاستيعاب: قد يعاني بعض الطلاب في مدرسه اهليه ثانويه من صعوبات الفهم والاستيعاب لبعض المفاهيم والأفكار المعقدة. 
  3. صعوبة في التنظيم والإدارة: أيضًا من اضطرابات التعلم التي تواجه الطلاب في مدرسه اهليه ثانويه هو عدم القدرة على إدارة الوقت والمهام بكفاءة وفعالية. كذلك قد تظهر هذه الصعوبات في شكل صعوبة في تنظيم الأفكار أو إكمال المهام المختلفة.

الجدير بالذكر أن هذه العلامات ليست مقتصر على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التعلم فقد تظهر هذه العلامات أيضًا لدى الأشخاص الذين لا يعانون من اضطرابات التعلم. 

لذلك، إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات لديك، فمن المهم طلب التقييم من أخصائي مختص. حيثُ يمكن أن يساعد التقييم من قبل أخصائي مختص في تحديد ما إذا كنت تعاني من اضطرابات التعلم أم لا.

ما هي اضطرابات التعلم التي تواجه الطلاب في مدرسه اهليه ثانويه؟

إليك بعض اضطرابات التعلم الشائعة التي يمكن أن يواجهها الطلاب في مدرسه اهليه ثانويه:

1. اضطراب “عدم الانتباه وفرط النشاط”:

 يعاني بعض الطلاب في مدرسه اهليه ثانويه من اضطراب عدم الانتباه وفرط النشاط أو ما يُسمى بالإنجليزية (ADHD) وبالتالي يجعل الطلاب المصابين به يعانون من صعوبة في التركيز والانتباه لفترات طويلة، فمن الممكن أن يكون لديهم صعوبة في تنظيم وإدارة وقتهم والتنقل بين المهام المختلفة.

2. اضطرابات التعلم الحسية والحركية:

 تشمل اضطرابات التعلم الحسيه والحركية عدم قدرة الطلاب على معالجة المعلومات الحسية مثل السمع والبصر. فقد يعاني الطلاب من صعوبة التركيز على المهام البصرية أو السمعية.

3. اضطراب التعلم الحسابي:

 يعاني بعض الطلاب من صعوبات في فهم واستخدام المفاهيم الرياضية والعمليات الحسابية. قد يجدون صعوبة في حل المسائل الرياضية وفهم النماذج الرياضية والتلاعب بالأرقام.

4. اضطرابات التعلم الاجتماعي:

 قد يواجه بعض الطلاب صعوبات في فهم وتطبيق المهارات الاجتماعية الأساسية مثل التواصل والتفاعل الاجتماعي وحل المشكلات الاجتماعية.

شاهد أيضًا: كيفية الاستعداد للالتحاق بـ مدرسة ثانوية؟

كيف يمكن التغلب على اضطرابات تعلم الطلاب في مدرسه اهليه ثانويه؟

التغلب على اضطرابات التعلم التي تواجه الطلاب في مدرسه اهليه ثانويه يتطلب تعاونًا شاملاً بين الأهل، والمدرسين، والأخصائيين في مجال التعليم، وكذلك الطلاب أنفسهم.

يجب أيضًا توفير بيئة تعليمية شاملة وداعمة وموارد تعليمية مختلفة لمساعدة الطلاب في التعامل مع اضطراباتهم التعليمية. إليك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لمساعدة الطلاب في التغلب على اضطرابات التعلم:

– توفير التوجه الفردي لكل طالب وتقديم دعم تعليمي مخصص يتناسب مع احتياجات كل طالب؛  للمساعدة في تحقيق التقدم الأكاديمي.

– تقديم المواد التعليمية بطرق متنوعة لتناسب أنماط التعلم المختلفة.

– استخدام التكنولوجيا التعليمية لتقديم مواد تعليمية مخصصة وتمكين الطلاب من تعلم بوتيرة خاصة بهم.

– توفير بيئة تعليمية مُحفزة وداعمة، تشجع التعاون والتفاعل الاجتماعي بين الطلاب.

– التواصل المنتظم مع أولياء الأمور لمشاركتهم في تقدم الطلاب وتوفير الدعم المناسب لهم.

– يجب أن يتم معالجة اضطرابات التعلم في إطار شامل يشمل الطلاب والمدرسين والأهل والمسؤولين التعليميين، حيثُ يمكن لهم أن يقدموا المساعدة والتوجيه المهني لتطوير استراتيجيات فردية؛ لمساعدة الطلاب في التغلب على اضطراباتهم التعليمية.

هذا باختصار حديثنا عن اضطرابات التعلم التي تواجه الطلاب في مدرسه اهليه ثانويه. يتطلب التغلب على هذه المشكلة اتحاد جهود الأهل والمدرسين والأخصائيين في مجال التعلم؛ لضمان أن الطلاب يحصلون على الدعم والإرشاد اللازمين.