دور مدارس رياض اطفال في التنمية الشخصية والاجتماعية!

تعتبر رعاية الأطفال في مدارس رياض اطفال متخصصة هي أفضل استثمار هم، لمساندتهم في رحلتهم التعليمية، وبناء شخصيتهم المستقلة، كما تلعب دور مهم في تشكيل وتنمية مهارات الطفل الأساسية لديه للانطلاق في رحلته التعليمية الأولى بنجاح!

 

في هذا المقال نشرح لك تطورات التعليم المبكر في المملكة العربية السعودية، ولماذا التعليم في مدارس روضة اطفال مبكرًا أمرًا هام ومؤثر في حياة الأطفال، وما العوامل التي تؤثر في قرارات بعض الأهالي بدخول أطفالهم في مدارس رياض اطفال متخصصة.

 

تطورات تعليم مدارس رياض اطفال في المملكة

تستمر المملكة العربية السعودية في تطوير فكرة التعليم المبكر وتطوير مدارس رياض اطفال كذلك، من خلال تدريب المعلمين والاستثمار في تطوير التعليم بشكل عام، لتوفير خدمات تعليمية متميزة للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة.

 

وضمن رؤية المملكة 2030، تم إدماج إحصاءات الأسرة السعودية في البرامج المعتمدة، من خلال إنشاء مجلس شؤون الأسرة لتعزيز دور الأسرة في عملية التنمية لتعزيز تفاعلها مع المؤسسات المجتمعية. 

 

بالإضافة إلى ذلك، تم دعم الأم العاملة من خلال إطلاق برنامج دعم قرّة، الذي يهدف إلى تخفيف تكاليف الحضانة للأمهات السعوديات العاملات عند تسجيل أطفالهن في مراكز معتمدة. كل هذه المبادرات تعكس التزام المملكة بتضمين أهمية التعليم المبكر في تربية الأطفال.

 

لماذا التعليم المبكر في مدارس رياض اطفال أمرًا هام؟

تكمن أهمية التعليم في السنوات الأولى من حياة الأطفال أنها حجر الأساس في تهيئة مهاراتهم الأساسية للمستقبل، كما تعزز من رحلتهم في الحياة الواقعية، حيث إن الموضوع لا يقتصر فقط على المهارات الأكاديمية التي يتلقاها و يتعلمها الأطفال في مدارس رياض اطفال بل يتضمن أيضًا تنمية ورعاية الطفولة المبكرة تهيئة الأطفال بأساسيات التنمية البدنية والاجتماعية، والعاطفية، والذهنية. كما تساعد مدارس رياض اطفال في:

 

نمو الدماغ عند الأطفال

تعتبر السنوات الأولى من حياة الطفل أمرًا هامًا، حيث يتأثر نمو الدماغ بشدة بما يحدث في بيئة الطفل، وتفاعلاته مع الأشخاص المحيطين به.

 

فـ تتطور مسارات الرؤية والسمع أولاً، تليها مهارات اللغة المبكرة والوظائف العقلية العليا، وغالبًا ما يتضاعف مفردات الطفل بين عمري 2:4 سنوات، وتصبح هذه الروابط أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت ومع نمو الأطفال، وتؤثر على تطوير الدماغ لخلق سلوكيات إيجابية للتعلم منذ الصغر.

 

كما تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يشاركون في مدارس رياض اطفال ذات جودة عالية أكثر عرضة للوصول إلى المدرسة مجهزين بالمهارات الاجتماعية والعقلية والعاطفية التي يحتاجون إليها لمساعدتهم في مواصلة التعلم. 

 

وتمتد هذه الفوائد بعيدًا عن المرحلة الابتدائية، حيث ترتبط مستويات أعلى من النجاح التعليمي والتوظيف والمهارات الاجتماعية بـمستويات معتدلة من المشاركة في التعليم الطفولي المبكر عالي الجودة.

 

تكوين الصدقات

من سن 3:5 سنوات، يرغب معظم الأطفال في اللعب مع أقرانهم في مدارس رياض اطفال، ليتعلمون، ويتفكرون، ويكونون صداقات مختلفة، حتى إنهم لربما يحصلوا في هذا العمر على “الصديق المفضل”.

 

كما أن من خلال التعليم والرعاية في الطفولة المبكرة، يتم تشجيع الأطفال على مشاركة واللعب مع أقرانهم، ويتعلمون تطوير الصفات بينهم وبين الآخرين، مثل: التعاطف، والتعاون، وغيرها من الصفات التي تساعدهم في التفاعل مع الآخرين في مدارس رياض اطفال وما بعدها.

 

تطوير الاستقلال

وجود الأطفال في مدارس رياض اطفال تساعد على تنمية مهارات الأطفال، وتطور لديهم الإحساس بالاستقلال والمسؤولية لبعدهم عن آبائهم ومنازلهم، كما تساعدهم على اكتشاف مهارات جديدة مابين التركيز والمشاركة والانتظار بدوره. 

 

على سبيل المثال، قد يظهر الأطفال الصغار مهارات تنظيم النفس عن طريق الانتظار للعب بلعبة، أو عن طريق الانتباه للشخص الذي يتحدث إليهم.

 

وتساعدهم هذه المهارات على بناء الثقة بأنفسهم وتحقيق الاستقلال، مما يسمح لهم بالنمو وفهم من هم، وبناء الصداقات. 

 

تعلم روتين جديد

من خلال التعليم والرعاية في مراحل مبكرة لـ مدارس رياض اطفال، يمكن لطفلك أن يتعلم التكيف مع روتين جديد خارج المنزل، ويؤثر بشكل إيجابي على التطور العاطفي والعقلي للطفل، ومعرفة ما يمكن توقعه يشجعهم على الشعور بالأمان والراحة.

 

كما يساعد الروتين الأطفال في إدارة توقعاتهم حول البيئة المحيطة بهم، وتقليل السلوكيات العنيفة مثل العناد أو البكاء عند تطوير روتينهم اليومي.

 

تُخطط الروتينات أيضًا وفقًا لأعمار الأطفال لتخصيص وقت للقيلولة، ودمج أي متطلبات فردية أو احتياجات طبية، وتوفير مرونة لفترات انتباههم وغيرها من الاحتياجات المستندة إلى العمر.

 

تأهيل الأطفال في مدارس رياض اطفال للإنتقال للمدرسة

التعليم المبكر في مدارس رياض اطفال يدعم الأطفال للإنتقال لمراحل التعليم التالية بطرق غير مباشرة وغير رسمية، مثل: المشاركة في مجموعة من الأنشطة التي تسهم في تسهيل انتقالهم إلى المدرسة.

 

كما أن الأطفال الذين يختبرون انتقالًا إيجابيًا للمدرسة أكثر عرضة للشعور بالراحة والاسترخاء، ويكون لديهم دافع أكبر للتعلم، وهذا يساعدهم على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين كبارًا كانوا أو صغارًا لتطوير الإنتماء لديهم داخل المدرسة.

 

في ختام هذا المقال

نجد أن فترة الطفولة المبكرة تلعب دورًا حاسمًا في تكوين الأسس الأولى لنمو وتطور الأطفال، لذا فإن وجودهم في مدارس رياض اطفال، تُساهم في تجهيزهم بالمهارات اللازمة للتفاعل الإيجابي مع بيئتهم والأشخاص المحيطين بهم، مما يساعدهم في تطوير شخصياتهم واستقلاليتهم وبناء أساس قوي للتعلم المستقبلي.

 

في مدارس الخرج الأهلية، نرى أن التعليم المبكر في مدارس رياض اطفال ليس فقط استثمارًا في مستقبل الطفل، ولكنه أيضًا استثمارًا في مستقبل المجتمع. مما يتيح لنا هذا، التركيز على الجودة والتفاني في توفير بيئة تعليمية محفزة، الفرصة لرؤية أطفالنا ينمون إلى أفراد ملهمين ومتفوقين في مجتمعنا وفي المستقبل.